ناصر النيادي: دبي تدير عمليات في 146 ميناء حول العالم تغطي 76 دولة

دبي تعزز مكانتها العالمية كمركز رائد للتجارة البحرية وتطوير الموانئ الذكية

أكد ناصر النيادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، على التزام المؤسسة الراسخ بجعل دبي المركز العالمي الأول في تطوير الموانئ وإدارة التجارة البحرية الذكية.

هذا الطموح ليس مجرد هدف، بل هو مسار عمل ثابت تسلكه المؤسسة، مدعوماً ببنية تحتية متطورة، ورؤية استراتيجية واضحة، وشبكة عالمية واسعة من العمليات.

دبي، اليوم، تدير عمليات في أكثر من 146 ميناء حول العالم، تغطي 76 دولة، وتعتمد على قوة بشرية ضخمة تضم 155 ألف موظف، مما يعكس أهميتها المتزايدة في التجارة العالمية.

دبي: منظومة اقتصادية متكاملة تدعم النمو العالمي

لم تعد “جافزا” مجرد منطقة حرة، بل تحولت إلى منظومة اقتصادية متكاملة، تستضيف أكثر من 12 ألف شركة عالمية وإقليمية، وتوفر فرص عمل تتجاوز النصف مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

هذا التحول يعكس قدرة دبي على التكيف والابتكار، وتقديم بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

النيادي أوضح أن خطة إعادة هيكلة المنطقة الحرة في جبل علي، ستفتح آفاقاً جديدة للتوسع، وتوفر مساحات شاسعة مجهزة بأحدث البنى التحتية، مما يعزز من قدرة دبي على استقطاب المزيد من الشركات ويعيد تشكيل خريطة الاستثمار في الإمارة على المدى الطويل.

أداء استثنائي لمؤسسة الموانئ والجمارك في 2024

شهد عام 2024 أداءً استثنائياً لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، يمثل قفزة نوعية في حجم وتأثير إنجازات المؤسسة.

هذا الأداء يعكس الزخم المتسارع الذي تشهده دبي في مسيرتها نحو ترسيخ مكانتها كمحور اقتصادي وبحري عالمي.

توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت الأساس الذي انطلقت منه خطط التطوير، مما مكن المؤسسة من تعزيز دورها كمحرك رئيسي للاقتصاد في دبي.

تسهيل التجارة ودعم الموازنة العامة

بفضل هذه الجهود، تمكنت المؤسسة من تسهيل عمليات تجارية بقيمة 708 مليارات درهم خلال عام 2024، مما يعزز دورها كرافد مالي واستراتيجي للموازنة العامة للإمارة.

هذا الدعم المالي يساهم بشكل كبير في استمرار تقدم دبي وتصدرها للمؤشرات العالمية في مجالات النمو والاستدامة والتنافسية.

الاستثمار في البنية التحتية للموانئ هو عنصر أساسي في هذه الاستراتيجية، حيث يهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية للموانئ، وتحسين كفاءة العمليات، وتقليل التكاليف.

تاريخ عريق من التطور والابتكار

تعود جذور مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي إلى عام 1886، مع تأسيس دائرة الفرضة على ضفاف خور دبي.

هذه الدائرة كانت النواة الأولى لحركة التجارة في الإمارة، حيث بدأت من موارد بسيطة وإمكانات محدودة لتتحول إلى رؤية طموحة وإرادة لا تعرف المستحيل.

دائرة الفرضة تُعد بمثابة “أم الدوائر الحكومية” في دبي، ومنها انطلقت رحلة التحول التي جعلت دبي واحدة من أهم المراكز التجارية والملاحية في العالم.

هذا التاريخ العريق يعزز من الثقة بقدرة دبي على مواصلة مسيرة التطور والابتكار.

دبي مركز عالمي لسياحة اليخوت الفاخرة

يشهد قطاع اليخوت الأجنبية الوافدة إلى دبي نمواً قياسياً، حيث سجل القطاع زيادة بنسبة 149% خلال النصف الأول من العام الجاري، مع استقبال 97 يختًا مقارنة بـ 39 يختًا في نفس الفترة من عام 2024.

يعكس هذا النمو الثقة الدولية المتزايدة بدبي كمحطة رئيسية في السياحة البحرية الفاخرة، وذلك بفضل بنيتها التحتية المتقدمة وخدماتها ذات المستوى العالمي والمعالم السياحية الجذابة.

هذا النمو يؤكد على أهمية تطوير القطاع البحري كجزء أساسي من استراتيجية التنويع الاقتصادي في دبي.

مبادرات مستقبلية لدعم أجندة دبي الاقتصادية

أطلقت المؤسسة العديد من المشروعات والمبادرات التي تدعم أهداف أجندة دبي الاقتصادية “D33″، والتي تهدف إلى مضاعفة حجم الاقتصاد في دبي.

من بين هذه المبادرات، مشروع “كود دبي للموانئ”، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، ويهدف إلى توفير دليل متخصص لتطوير البنية التحتية للموانئ والمراسي والأعمال البحرية في دبي والعالم.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المؤسسة على تنفيذ استراتيجية رقمية واسعة النطاق تشمل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، والبنية السحابية.

من أبرز هذه المشروعات “عين الميناء”، وهي منظومة مراقبة متطورة تعتمد على طائرات الدرون والذكاء الاصطناعي، ومنصة “مرسى” الذكية لإدارة المراسي، و”ديچيتال 04″ التي تقدم حلولاً رقمية مبتكرة.

هذه المبادرات تعكس التزام دبي بالابتكار والتكنولوجيا في تطوير التجارة الذكية.

في الختام، تواصل مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، تحت قيادة حكيمة ورؤية مستقبلية، تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتجارة البحرية وتطوير الموانئ الذكية.

من خلال الاستثمار المستمر في البنية التحتية والتكنولوجيا، وتقديم خدمات متميزة، تسعى دبي إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للأعمال والاستثمار في المنطقة والعالم.

للمزيد من المعلومات حول مبادرات المؤسسة، يرجى زيارة موقعها الإلكتروني الرسمي.