الرياض تستعد للترحيب بالعالم بنسخة استثنائية في إكسبو 2030
تترقب الأوساط الاقتصادية العالمية اجتماع الجمعية العمومية 173 التابعة للمكتب الدولي للمعارض والذي سيعقد يوم الثلاثاء بعد القادم الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الجاري لإعلان الدولة المستضيفة لمعرض إكسبو الدولي 2030 م والذي تتنافس فيه إلى جانب العاصمة الرياض . بوسان الكورية، وروما الإيطالية، حيث ستتم عملية التصويت النهائي للدولة المستضيفة خلال اقتراع سري للدول الأعضاء بحضور مندوبي الدول لدى المكتب.
ويحظى ملف العاصمة الرياض بتأييد كبير من الدول الأعضاء، فمنذ إعلان المملكة في الحادي والعشرين من أكتوبر من عام 2021 م عن تقدمها بطلب رسمي إلى المكتب الدولي للمعارض BIE (الهيئة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي) لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض تحت شعار “حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل” في الفترة من 1 أكتوبر 2030م إلى 1 أبريل 2031م. في خطاب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض -حفظه الله-، إلى الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض السيد ديميتري كركنتزس.
وأكد سموه أن هذا الترشح يُعد تحديًا مُهمًا ورمزيًا للمملكة العربية السعودية، معربًا عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي. وسعيا لنيل ثقة الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، أكدت المملكة التزام معرض الرياض إكسبو 2030 بتقديم نسخة استثنائية من معارض إكسبو، وتوفير الأجنحة والمحتويات للدول النامية؛ حيث لم تشهد معارض إكسبو في تاريخها ضمان الدولة المستضيفة بتشييد أجنحة للدول النامية والتكفل بنقل تراثها واستعراض ثقافتها لجميع دول العالم.
عامان من الإعداد
وخلال العامين الماضيين بذلت الهيئة الملكية لمدينة الرياض جهودا كبرى في إعداد ملف الاستضافة والتعريف به في المؤتمرات والمنتديات العالمية بالاضافة لإقامة ورش العمل العالمية بمشاركة فرق من الدول الأعضاء بالمكتب الدولي للمعارض، بهدف مناقشة أهداف المعرض، والتعريف بموضوعه الرئيس وموضوعاته الفرعية، وربطها بالدول المشاركة وتعزيز أهميتها لديهم.
واختتمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض جهودها احتضان الرياض العالم في إكسبو 2030 بحفل ختامي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا، وتم خلاله استعراض استعدادات الرياض والتأكيد على مدى جاهزيتها لاستضافة هذا الحدث الدولي، ووفائها بما تضمنه الملف من التزامات للدول المشاركة وتوفير كل الممكنات لإقامة نسخة استثنائية وتحقيق الموضوع الرئيس لمعرض الرياض إكسبو 2030 “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل” وموضوعاته الفرعية “غد أفضل، والعمل المناخي، والازدهار للجميع”، وتسخير الإمكانات كافة في ظل دعم لا محدود من لدن القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتضافر الجميع في إنجاح الملف، وتطلّع مواطني المملكة للترحيب بالجميع في الرياض إكسبو 2030، كما عُقدت على هامش الحفل اجتماعاتٍ ثنائية ومجموعة من ورش العمل؛ بحضور ومشاركة عددٍ المسؤولين، تناولت مساعي المملكة خلال الاستضافة، وما ستقدمه للعالم في المعرض، مستعرضةً رحلة تحولها التي ستكون في كامل حلتها بحلول عام الاستضافة، والتي تأتي استلهامًا وانبثاقًا من رؤية السعودية 2030 الطموحة.
متابعة دقيقة
وحظي ملف استضافة العاصمة الرياض لمعرض إكسبو 2030 يحظى بمتابعة دقيقة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كما شارك فيها العديد من المسؤولين من المملكة على مستوى الوزراء والقيادات التنفيذية في الشركات الكبرى ونستعرض في هذا التقرير أبرز ما تم من الاستعدادات في ملف العاصمة الرياض.
نسخة استثنائية
صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية أكد أن ملف الرياض إكسبو الذي تقدمت به المملكة يحقق ما التزمت به من تأكيد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بإقامة نسخة غير مسبوقة من معرض إكسبو بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة استثنائية في تاريخ هذا المحفل الدولي .
وقال سموه ترسيخًا لوعد المملكة بتحقيق المتطلبات الفنية والتنظيمية الخاصة بالمكتب الدولي للمعارض، وتطلعات الدول الأعضاء عبر التزام المملكة بتطبيق أعلى معايير الاستدامة في المعرض، والعدالة في توزيع الأجنحة واستخدامات التقنية؛ وصولاً إلى النسخة الأكثر تأثيراً في تاريخ إكسبو، يحققها الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وتضافر المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص الفاعل في جهود إنجاح المعرض وحماسة المواطنين وترحابهم لاستضافة العالم في هذا المحفل الدولي الكبير.
دعم 100 دولة
معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير أكد أن المملكة خصصت مبلغ 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولة نامية للمشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، بالإضافة إلى وعود القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بتقديم المزيد من الدعم للدول ذات الحاجة، الأمر الذي يعبر عن التزام المملكة بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من إكسبو.
وأكد الجبير أن ترشح المملكة لاستضافة معرض الرياض إكسبو 2030 لا يُعد مجرد احتفاء بالتطور والتقدم الذي تشهده المملكة، بل هو فصل جديد من تعهدها بالدور الذي تعتزم المملكة القيام به من أجل المساهمة في بناء مستقبل مستدام”. لافتا إلى رمزية عام 2030 التي ستتزامن مع تحقق العديد من الطموحات المحلية والعالمية فهو عام تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ ورؤية المملكة 2030، وهو ما يعزز من أهمية اكسبو الرياض 2030 حيث سيكون جزء من تحول عالمي ضخم. وقال الجبير قطعت المملكة شوطا كبيراً نحو مستقبل مستدام من خلال رؤيتها 2030 والمبادرات المندرجة تحتها التي تدل على التزام المملكة ووفاءها بتعهداتها البيئية ذات الانعكاسات المحلية والاقليمية والدولية، مشيرا إلى أن إكسبو الرياض 2030 سيكون امتدادا لجهود المملكة البيئية وسيكون أول معرض إكسبو خالٍ من الانبعاثات وصديق للبيئة.
منصة عالمية
بدورها أفادت صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود نائب وزير السياحة بأن المملكة تلتزم بتحقيق أهدافها الوطنية على المستوى الدولي، لإيمانها بأهمية الازدهار للجميع، مبينة أن ما تعمل عليه المملكة من مبادراتٍ ومشاريع استراتيجية؛ لا تهدف إلى التأثير على النطاق الوطني فحسب، بل على النطاق العالمي أيضًا. وأكدت سموها أن الرياض إكسبو 2030 سيعمل كمنصة عالمية تسهم في تعزيز التعاون الدولي، وتقدم نتائج ملموسة وواقعية؛ حيث أن رؤيتنا -معرض من العالم إلى العالم-، ومبادرة -ركن التغيير التشاركي C3- ستدعم وتسهم في نمو أكثر من 27 مشروعًا ومبادرة من مختلف أنحاء العالم، لافتة النظر إلى أن اختيار المملكة والرياض؛ هو اختيارٌ للعالم.
70 ألف غرفة فندقية
من جهته قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري انزيريلو :” قبل 6 أعوام، تمت دعوتي للالتحاق بهيئة تطوير بوابة الدرعية التي تأتي انبثاقًا من رؤية السعودية 2030؛ وحينها، تملكني الإيمان بأن أكون جزءًا من رحلة التحول المذهلة والديناميكية للغاية، وفي غضون سنواتٍ معدودة؛ تمكنا من تحويل الأفكار إلى واقعٍ ملموس”. وتابع يقول : “إننا نبني معرضًا من العالم إلى العالم؛ حيث سيكون لدينا 70,000 غرفة فندقية جديدة في الرياض خصيصًا للمعرض، ترتبط بمحطة قطار من مطار الملك سلمان إلى محطة القطار، ولدينا شباب مفعم بالحماس، فريق الدرعية على وجه الخصوص 86 % منهم سعوديون، و39 % من النساء السعوديات، و16 % من تلك النساء يشغلن مناصب قيادية، جميعهم متحمسون لمستقبلهم العظيم”.
جناح لكل دولة
وأشارت عضو فريق المخطط العام للرياض إكسبو 2030 المهندسة لمياء المهنا إلى إن رؤية الرياض إكسبو 2030 -جناح واحد لكل دولة-؛ تؤكد التزام المملكة على تمكين المشاركة الكاملة والمتساوية للجميع، وإتاحة فرصة تطوير جناح يعرض ثقافة وطموح كل دولة ، موضحة أن الرياض إكسبو 2030 يتيح للدول حرية تحديد الأجنحة بكل مرونة، حيث تتسم الأجنحة بالتنوع واختلاف الأحجام، ليتم تصميمها بشكل مثالي يلبي طموحات الدول كافة، إذ تتراوح المساحات من 500 إلى 6000 متر مربع، مع 5 خيارات مميزة للاختيار من بينها، وستكون جميع الأجنحة في مساحاتٍ مستقلةٍ تمامًا.
الشركات العالمية
عضو فريق المخطط العام للرياض إكسبو 2030 المهندسة نوف المنيف أكدت أن المعرض سيقدم فرصة للشركات المحلية والعالمية على حدٍ سواء للمشاركة في بنائه وتشييده، مؤكدة أنه في حال فوز المملكة بالاستضافة، سيكون المعرض جاهزًا قبل عام 2030؛ ولضمان استفادة الجميع من جاهزية الأجنحة بمستواها العالمي في فبراير 2028؛ سنعمل على تسهيل استيراد مواد البناء وعمليات التشغيل، وإجراءات إصدار التأشيرات للفرق والعائلات، وتوفير خيارات سكن متنوعة وخدمات مصرفية وصحية وتعليمية تتبع أعلى المعايير
الرياض ترحب بالعالم
من جانبه أكد الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديمتري كيركنتزس أن الموضوع الرئيس لـ”الرياض” إكسبو 2030 – حقبة التغيير: معًا نستشرف المستقبل- يعد بمثابة دعوة للتضافر والتعاون الدولي وبناء الخطط لتحقيق الغد الأفضل، والتعامل بفاعلية مع التحديات والآفاق الناشئة عن عصر التغيير الذي يعيشه الكوكب. وأشار ديمتري خلال مشاركته في الحفل الختامي لحملة ملف الرياض إكسبو 2030 الذي أقامته الهيئة الملكية لمدينة الرياض في باريس إلى أنه مع اقتراب عام 2030، وفي ظل الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ستكون هناك حاجة كبيرة لتوافقٍ عالميٍ واسع النطاق في دفع جدول أعمال العالم إلى الأمام لتحديد طموح ونطاق ما بعد عام 2030؛ والرياض مدينة تتقاطع مع التغيرات المحلية والإقليمية والعالمية، وتستعد للترحيب بالعالم من خلال إقامة حدث يتطلع بجدية نحو المستقبل برؤية واضحة تجعله في مقدمة المناقشات”.