تراجع أسعار الذهب أمام صعود الدولار وترقب بيانات الوظائف الأميركية

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف اليوم، متأثرةً بتعزز قوة الدولار الأمريكي، وذلك في ظل ترقب المستثمرين عن كثب لمجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة.

تشمل هذه البيانات محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكية الشهري، والتي من المتوقع أن تقدم المزيد من الإشارات حول مستقبل أسعار الفائدة وتوجهات السياسة النقدية.

هذا الترقب يضع السوق في حالة من الحذر والانتقاء، مما يؤثر على أداء الأصول المختلفة، بما في ذلك المعدن الثمين.

تأثير قوة الدولار على أسعار الذهب

شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.

2% ليصل إلى 2059 دولارًا للأوقية (الأونصة) عند الساعة 02:01 بتوقيت جرينتش.

كما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكية لتسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.

1% لتصل إلى 2061.

60 دولارًا للأوقية.

يرجع هذا التراجع بشكل أساسي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية.

يشير تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة (KCM Trade) إلى أن “القوة الدافعة للذهب تأثرت إلى حد ما بصعود الدولار والشكوك حيال الموعد التالي لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة”.

ارتفاع الدولار يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما يقلل الطلب عليه.

الذهب كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق

بالرغم من الضغوط الناجمة عن قوة الدولار، إلا أن الذهب حافظ على مكانته كملاذ آمن في ظل حالة العزوف عن المخاطرة التي تشهدها الأسواق.

أدت المخاوف المتزايدة بشأن تقييمات أسهم شركات الذكاء الاصطناعي إلى انخفاض حاد في أسواق الأسهم العالمية هذا الأسبوع، حيث سجل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 سلسلة خسائر لأربعة أيام متتالية.

هذا الانخفاض في معنويات السوق يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول أكثر أمانًا، مثل الذهب، للحفاظ على قيمة استثماراتهم.

وبالتالي، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي تعمل على دعم الطلب على الذهب، مما يحد من مدى انخفاض سعره.

توقعات المستثمرين ومحاضر الاجتماع والتقرير الوظيفي

ينصب تركيز المستثمرين الآن على انتظار محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير، المقرر إصداره في وقت لاحق اليوم.

يهدف المستثمرون إلى استخلاص رؤى حول تفكير صانعي السياسات النقدية وتقييم مدى احتمالية خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

بالإضافة إلى ذلك، ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والذي سيصدر غدًا الخميس بعد تأجيله بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي.

يتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعتهم رويترز أن يُظهر التقرير إضافة 50 ألف وظيفة جديدة خلال الشهر.

هذا الرقم، بالإضافة إلى بيانات البطالة التي أظهرت ارتفاع عدد المستفيدين من إعانات البطالة إلى أعلى مستوى له في شهرين، سيوفر المزيد من المؤشرات حول صحة الاقتصاد الأمريكي.

نظرة على المعادن النفيسة الأخرى

بينما انخفض سعر الذهب بشكل طفيف، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متبايناً.

استقر سعر الفضة في المعاملات الفورية عند 23.

04 دولارًا للأوقية، في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.

5% ليصل إلى 914.

63 دولارًا، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.

3% ليصل إلى 1210.

68 دولارًا.

يعكس هذا التباين في الأداء اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن، بما في ذلك العرض والطلب والتوقعات الاقتصادية.

مستقبل أسعار الذهب: حذر الاحتياطي الفيدرالي وتأثير أسعار الفائدة

يُذكر أن البنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ولكن رئيسه جيروم باول أبدى حذره من أي خفض آخر لسعر الفائدة هذا العام، وذلك بسبب نقص البيانات الاقتصادية المقنعة.

هذا التحفظ يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.

بشكل عام، يميل الذهب إلى تحقيق أداء جيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وفي أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

ومع ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي وموقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر قد يحدان من ارتفاع أسعار الذهب في المدى القصير.

في الختام، يظل الذهب أصلًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، ولكن مسار أسعاره سيظل مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتطورات الاقتصاد الأمريكي وسياسة الاحتياطي الفيدرالي.

من الضروري متابعة البيانات الاقتصادية القادمة وتحليلها بعناية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

نوصي بمتابعة آخر التطورات الاقتصادية وتحليل آراء الخبراء قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية متعلقة بالذهب والمعادن النفيسة.