عقاريون: «القطار فائق السرعة».. يُحفّز التوسّع العمراني ويخفف الضغط عن المدن الكبرى
وصف عقاريون مشروع القطار فائق السرعة بين دبي وأبوظبي بأنه استراتيجي، ومن أساسيات التخطيط العمراني الحديث.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن المشروع سيُحفّز التوسّع العمراني، وسيشكل نقلة نوعية في الربط بين المشروعات المختلفة، وسيفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الشركات والمستثمرين، فضلاً عن توفيره فرص عمل جديدة، وتخفيف الضغط عن المدن الكبرى، عبر توزيع السكان بشكل أفضل.
وأضافوا أن المشروعات القريبة من محطات القطار وعلى امتداد خطه، هي المستفيد الأكبر منه، لافتين إلى أن أسعار الأراضي المستهدفة من المشروع قد ترتفع تماشياً مع ارتفاع الطلب عليها، فضلاً عن ظهور مدن وتجمعات سكنية جديدة تتيح خيارات للمستثمرين والمشترين في القطاع العقاري.
وأشاروا كذلك إلى التأثيرات الإيجابية، التي ستمتد إلى قطاع السياحة والضيافة، إذ سيوفر القطار للزوّار والسياح وسيلة نقل عصرية تسهم في تعزيز تجربة السفر داخل الدولة، وتتيح لهم استكشاف مختلف المعالم بسهولة ويسر.
يذكر أن مشروع القطار فائق السرعة، الذي يربط بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي، والذي تم الإعلان عنه، أخيراً، في حفل رسمي نظّمته شركة قطارات الاتحاد، سيتيح للأفراد، سواء من سكان الدولة أو الزوّار، سهولة التنقّل بين أبوظبي ودبي في مدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة، وبسرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومتراً في الساعة، مروراً بأبرز الوجهات الاستراتيجية والمعالم السياحية.
ربط المشروعات
وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة «شركة الوليد الاستثمارية»، محمد المطوع، لـ«الإمارات اليوم»: «سيُحدث القطار فائق السرعة بين دبي وأبوظبي نقلة نوعية في الربط بين المشروعات المختلفة، ما يسهم في توفير نشاطات عقارية على طول الطريق، فضلاً عن تنوع الفئات السكانية بين المدينتين».
وأضاف المطوع أن القطار سيؤدي إلى زيادة التبادل التجاري على طول الطريق، ما يعزز الاقتصاد المحلي، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الشركات والمستثمرين، مشيراً إلى أن القطار سيعزز الربط بين المدن والمناطق خارجها، ما يسهم في توفير فرص عمل جديدة، ويخفف الضغط عن المدن الكبرى، عبر توزيع السكان بشكل أفضل.
المستفيد الأكبر
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية، وليد الزرعوني: «المستفيد الأكبر من مشروع القطار فائق السرعة هو المشروعات القريبة من محطات القطار وعلى امتداد خطه، ذلك أن الطلب عليها مرتفع جداً، ما يرفع أسعارها، خصوصاً في التأجير».
وأضاف الزرعوني: «الجميع يريد السكن في أماكن قريبة من محطات وخطوط النقل الرئيسة مثل القطار، لذلك سيكون للمشروع تأثير إيجابي كبير في المشروعات حول محطات القطار، وحتى الأراضي القريبة منها، سترتفع أسعارها».
بدوره، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«بيزنت» للاستشارات المتخصصة في خدمات إدارة وتطوير المشاريع العقارية في دبي، إسماعيل الحمادي، إن «سوق تطوير مشروعات العقارات تتماشى مع توسع مشروعات البنية التحتية، وهذا ما يؤدي إلى ظهور مناطق استثمارية جديدة، مثل تلك التي ظهرت أثناء الإعلان عن تطوير مطار آل مكتوم الدولي».
وتوقع الحمادي أن يكون لمشروع القطار أثر كبير في سوق عقارات دبي، من حيث الطلب، وزيادة عدد المشروعات العقارية بالقرب من خط القطار ومحطاته، كونه من مشروعات البنية التحتية الضخمة، لافتاً إلى زيادة طلب مرتقبة مبدئياً على منطقة «الجداف»، التي تدخل ضمن محطات القطار.
وقال الحمادي: «أسعار الأراضي المستهدفة من المشروع قد ترتفع تماشياً مع ارتفاع الطلب عليها، وتدريجياً سنرى مدناً جديدة على أطراف كل من دبي وأبوظبي، تتيح خيارات للمستثمرين في القطاع العقاري».
توسع عمراني
في السياق نفسه، توقعت الخبيرة العقارية ومدير شركة «DXR»، أسماء موافقي، أن يكون للقطار فائق السرعة تأثيرات إيجابية كبيرة في مختلف القطاعات، خصوصاً في العقارات والتوسع العمراني.
وقالت، إن «المشروع سيُحفّز التوسع العمراني وإنشاء مدن جديدة، إذ سيجعل المناطق الواقعة بين دبي وأبوظبي أكثر جذباً للسكن والعمل، ما يؤدي إلى إنشاء مجتمعات جديدة حول المحطات الرئيسة».
وأضافت: «سيسهم القطار كذلك في ربط المناطق البعيدة عن المدن بمراكزها، وتحسين شبكة الطرق والخدمات الأخرى».
وفي ما يتعلق بفرص المشروعات العقارية، أكدت موافقي أن المشروع سيفتح آفاقاً جديدة للمطورين العقاريين، إذ يمكن أن تنشأ مجتمعات سكنية وتجارية حول المحطات، خصوصاً تلك التي ستكون مراكز رئيسة للنقل والتسوق.
ولفتت إلى أن قيمة المشروعات السكنية القريبة من محطات القطار ستزداد بسبب الطلب على المواقع المتصلة بالبنية التحتية للنقل السريع.
وتوقعت موافقي أن تشهد أسعار الأراضي الواقعة على طول خط القطار، خصوصاً بالقرب من المحطات ارتفاعاً ملحوظاً بسبب زيادة الطلب عليها، مشيرة إلى أن المستثمرين سيبدأون شراء الأراضي الواقعة ضمن المناطق القريبة من خط القطار لضمان تحقيق أرباح مستقبلية، واختتمت موافقي حديثها لـ«الإمارات اليوم» بالقول إن مشروع القطار سيوفر فرص عمل جديدة، ويخفف الضغط عن المدن الكبرى عبر توزيع السكان بشكل أفضل، كما سيدعم السياحة من خلال تسهيل حركة التنقل السريع بين دبي وأبوظبي.
أما المدير العام في «شركة عوض قرقاش للعقارات»، رعد رمضان، فقال: «تأثير القطار فائق السرعة في المدن الجديدة قوي»، مشيراً إلى التجربة الأوروبية في شبكة التنقل، خصوصاً القطارات التي تربط بين المدن والدول.
ولفت رمضان إلى التوسع العمراني الناتج عن المشروعات الضخمة في البنية التحتية، قائلاً إن مشروعات مثل القطار والمترو لها ميزة كبيرة، إذ تخدم المدن الجديدة أو المدن التي يمر بها القطار، إضافة إلى إنشاء مدن جديدة قريبة من المحطات، وازدهار المشروعات العقارية أكثر، سواء إذا كان خط القطار مخصصاً لحركة البضائع أو الركاب.
خطوة بارزة
أما خبير الاقتصاد، الدكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان، فقد اعتبر مشروع القطار فائق السرعة، خطوة بارزة تعكس التقدم الكبير في قطاع النقل الحديث بالدولة.
وأضاف، أن هذا الإنجاز يأتي في إطار رؤية طموحة تهدف إلى تطوير شبكة نقل متكاملة تواكب أعلى المعايير العالمية، وتسهم في تعزيز الترابط بين مختلف المدن والمناطق الحيوية.
ورأى الفرحان أن هذه القطارات تسهم في إحداث نقلة نوعية في منظومة النقل، حيث توفر بديلاً مستداماً وصديقاً للبيئة، ما يسهم في تقليل الازدحام المروري، وخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن وسائل النقل التقليدية، كما تعزز هذه الخطوة من جودة الحياة، عبر توفير وسيلة نقل جماعي حديثة تتميّز بالكفاءة والسرعة.
وتوقع الفرحان أن تسهم هذه القطارات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تسهيل حركة الأفراد بين المدن والمناطق، ما يعزز النشاط التجاري، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمارات المحلية والدولية، كما تمثّل هذه المنظومة المتطورة إضافة نوعية للقطاع السياحي، حيث ستوفر للزوّار والسياح وسيلة نقل عصرية، تسهم في تعزيز تجربة السفر داخل الدولة، وتتيح لهم استكشاف مختلف المعالم بسهولة ويسر.
تخطيط حديث
من جهته، رأى الرئيس التنفيذي لـ«شركة ملاك العقارية»، طارق رمضان، أن القطار كوسيلة تنقل، من أساسيات التخطيط العمراني الحديث، كما أنه حلقة وصل بين مدينتين رئيستين، كلتاهما في توسع عمراني سريع، مؤكداً أن المدن العالمية الرائدة تعتمد على خط قطارات سريع في توسعها خارج نطاق قلب المدينة.
وأضاف رمضان أن القطار يصنع فرصاً لتطوير مجتمعات عمرانية حديثة تعتمد على القطار السريع في الوصول إلى مقار الأعمال سواء في دبي أو أبوظبي، متفقاً على أن الطلب سيرفع من أسعار الأراضي في المناطق التي يمر بها القطار، والمحيطة بها، شريطة أن تكون هذه الأراضي مناطق تملك حر، بحيث يمكن تطويرها.
وتابع: «قد تطور الحكومة البنية التحتية في تلك المناطق والأراضي، بحيث يبني الأفراد والمستثمرون فيها، ما يرفع الطلب، كما أن العقارات في الضواحي، في معظم الأحيان، تكون كبيرة ومناسبة للعائلات، بعد تجهيزها بكل الخدمات من مدارس ومستشفيات، لتكون بذلك بديلاً للوحدات الصغيرة المتعارف عليها داخل المدن».
ثقة المستثمرين
في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة هاربور العقارية»، الدكتور مهند الوادية، إن القطار فائق السرعة مشروع استراتيجي، وستكون له العديد من الآثار الإيجابية على القطاع العقاري والاقتصاد ككل.
وأضاف: «ستكون هناك تأثيرات إيجابية في أسلوب الحياة بدبي وأبوظبي، كما أنه يعزز ثقة المقيمين والمستثمرين باقتصاد دبي والقطاع العقاري، وسيُحدث توسعاً عمرانياً، خصوصاً في المناطق المحيطة بمحطات القطار»، وأكد الوادية أن المشروع سيزيد من وتيرة التعمير على طريق دبي – أبوظبي، فضلاً عن زيادة جاذبية تلك المناطق للمطورين العقاريين، ما يرفع أسعار الأراضي على خط القطار.
أسعار الأراضي والتأجير
قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، إن مشروع القطار فائق السرعة بين دبي وأبوظبي من المشروعات الوطنية الرئيسة، وسيفتح آفاقاً جديدة للمنطقة، لافتاً إلى تأثيره في القطاع العقاري بالمناطق التي يمر بها، خصوصاً المناطق التي يتوقف فيها القطار، فضلاً عن الآثار الإيجابية في أسعار الأراضي والقيم التأجيرية.
الامارات 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الاماراتية و الخليجية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.