مستهلكون يطالبون بتخفيضات على مستلزمات الاحتفال بعيد الاتحاد

مع اقتراب الاحتفال باليوم الوطني الـ 54 لدولة الإمارات العربية المتحدة، بدأت الأسر والمؤسسات بالتحضير لهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع.

إلا أن العديد من المستهلكين أعربوا عن استيائهم من ارتفاع أسعار مستلزمات عيد الاتحاد وغياب العروض والتخفيضات المتوقعة في هذا الوقت من العام.

هذا الأمر أثار تساؤلات حول مدى التزام التجار بروح الاحتفال الوطني وتقديم أسعار معقولة تتيح للجميع المشاركة في الفرحة.

ارتفاع أسعار مستلزمات عيد الاتحاد: شكاوى المستهلكين تتزايد

أكد مواطنون ومقيمون لـ”الإمارات اليوم” أن أسعار العديد من المنتجات المرتبطة بالاحتفال بعيد الاتحاد، مثل الملابس والأعلام والملصقات وأدوات الزينة، قد ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام.

وأصبح الحصول على هذه المستلزمات بأسعار مناسبة تحديًا للكثيرين، خاصة مع ارتفاع معدلات الإقبال الشرائي استعدادًا لهذه المناسبة الوطنية.

المواطن أحمد الشحي عبر عن خيبة أمله لعدم وجود عروض تخفيضات على الملابس المخصصة للأطفال، مشيرًا إلى أن سعر الفستان الواحد يمكن أن يتجاوز 100 درهم.

وأضاف أن أسعار الشرائط والشارات الصغيرة المستخدمة للزينة تتراوح بين 35 و 50 درهمًا للقطعة الواحدة، وهو سعر يعتبر مرتفعًا مقارنةً بجودتها.

كما أشارت المواطنة سعاد محمد إلى ارتفاع أسعار الأعلام الكبيرة، التي وصلت إلى أكثر من 220 درهمًا للعلم الواحد، بالإضافة إلى الملصقات الصغيرة التي تجاوز سعرها الـ 25 درهمًا.

هذه الارتفاعات في الأسعار أثارت استياء المقيمين أيضًا، حيث ذكرت هبة السيد أنها لاحظت ارتفاعًا في أسعار ملابس الأطفال وأدوات الزينة بشكل عام، وأن الأسر المقيمة التي تحرص على المشاركة في الاحتفالات الوطنية تواجه صعوبة في الحصول على ما تحتاج إليه بأسعار معقولة.

تبريرات التجار ووجهة نظر الخبراء حول أسعار مستلزمات الاحتفال

في المقابل، حاول بعض مسؤولي تجارة التجزئة تبرير هذه الارتفاعات.

إدريس إبراهيم، مسؤول في إحدى منافذ البيع الكبرى، أوضح أن زيادة الطلب على مستلزمات عيد الاتحاد، بالإضافة إلى ارتفاع جودة الخامات المستخدمة، يؤدي بشكل طبيعي إلى ارتفاع الأسعار.

وأشار إلى أنهم يسعون لتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات لتلبية احتياجات جميع المستهلكين، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الميزانيات.

أحمد صديقي، مسؤول في أحد المحال التجارية، اتفق مع هذا الرأي، وأضاف أن قطاع التجزئة يدرك أهمية هذه المناسبة ويسعى لتوفير كميات كافية من المنتجات لتلبية الطلب المتزايد.

ومع ذلك، يرى إبراهيم البحر، خبير في شؤون التجزئة، أن هذه التبريرات غير مقنعة، وأن ارتفاع الأسعار يعتبر استغلالاً للطلب الكبير من قبل بعض التجار.

دعوة للتخفيضات وحلول بديلة لشراء مستلزمات عيد الاتحاد

واعتبر البحر أن هذا الاستغلال غير مقبول، خاصة وأن عيد الاتحاد هو مناسبة وطنية غالية على قلوب الجميع.

ودعا التجار إلى تقديم تخفيضات تتناسب مع حجم الاحتفالات والأهمية الوطنية لهذه المناسبة، واقترح تقديم خصومات بنسبة 54% تخليدًا للذكرى الـ 54 لعيد الاتحاد.

إضافة إلى ذلك، نصح البحر المستهلكين بالبحث عن بدائل أرخص لشراء مستلزمات عيد الاتحاد، مثل التوجه إلى المتاجر التي تبيع بالجملة، حيث يمكن الحصول على نفس المنتجات بأسعار أقل بكثير من المتاجر التقليدية.

كما أكد على أهمية مقارنة الأسعار بين مختلف المنافذ والمحال التجارية قبل الشراء، والتأكد من الحصول على أفضل صفقة ممكنة.

يمكن أيضًا البحث عن عروض اليوم الوطني عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

الالتزام بروح الاحتفال الوطني وتقديم قيمة حقيقية للمستهلكين

يجب على تجار التجزئة أن يدركوا أن الاحتفال بعيد الاتحاد ليس مجرد فرصة لزيادة الأرباح، بل هو فرصة للمشاركة في فرحة الوطن وتقدير التراث والثقافة الإماراتية.

تقديم عروض عيد الاتحاد وتخفيضات حقيقية على المستلزمات المرتبطة بهذه المناسبة يعكس التزامهم بالمسؤولية الاجتماعية ورغبتهم في جعل الاحتفال متاحًا لجميع أفراد المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تقديم منتجات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة، وذلك بدلاً من الاعتماد على رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.

هذا الأسلوب سيساهم في بناء علاقة ثقة بين التجار والمستهلكين، وتشجيع المزيد من الأفراد على المشاركة في احتفالات اليوم الوطني.

ختامًا، مع استمرار الاحتفالات بعيد الاتحاد الـ54، يبقى الأمل في أن يتجاوب التجار مع مطالب المستهلكين ويقدموا عروضًا وتخفيضات حقيقية تجعل هذه المناسبة الوطنية أكثر بهجة وسعادة للجميع.

التركيز على القيمة الحقيقية للمنتجات والالتزام بروح الاحتفال الوطني هو المفتاح لنجاح هذه الاحتفالات وتحقيق رضا المستهلكين.