«حريق هونغ كونغ» وفيضانات الفلبين يدفعان الآلاف للخروج ضد «الفساد والمتورطين»
في تحركات متزامنة، خرج الآلاف في كل من العاصمة الفلبينية مانيلا، وهونغ كونغ، مطالبين بمحاسبة المسؤولين المتهمين بتهم فساد، وذلك في إطار حدثين خلّفا مئات الضحايا في الفلبين وهونغ كونغ.
وفي مانيلا خرج الآلاف للمطالبة بسجن عشرات المسؤولين والنواب، وأصحاب شركات البناء، المتّهمين بسرقة ملايين الدولارات في مشروعات يقال إنها وهمية للسيطرة على الفيضانات التي دمرت بلدات بأكملها، بينما بدأ سكان هونغ كونغ بتحركات للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن حريق أودى بحياة 146 شخصاً.
فيضانات الفلبين
وفي العاصمة الفلبينية مانيلا، خرج الآلاف في مسيرة، أمس، للمطالبة بسجن عشرات المسؤولين والنواب، وأصحاب شركات البناء، المتّهمين بسرقة ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب، في إطار فضيحة فساد واسعة النطاق.
ويتصاعد الغضب حيال ما يُقال إنها مشروعات وهمية للسيطرة على الفيضانات في الفليبين، التي تعد 116 مليون نسمة، حيث غمرت المياه التي رافقت أعاصير قوية، أخيراً، بلدات بأكملها، وطالت الفضيحة خصوم الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس، ومقرّبين منه على حد سواء، بمن فيهم عضو في الكونغرس، هو أحد أقاربه، منذ ركز خطابه، في يوليو الماضي، على مسألة تفشي عمليات الاحتيال.
وهتف، أمس، المتظاهرون الذين منعتهم الأسلاك الشائكة من الوصول إلى القصر الرئاسي «الشرطة حماة الفساد»، بينما ردّ عناصر شرطة مكافحة الشغب بالطرق على دروعهم.
وحمل المحتجون الذين تجمّعوا في وقت سابق في حديقة بونيتا في مانيلا، مجسّماً كبيراً يظهر ماركوس ومنافسته السياسية الأبرز، نائبة الرئيس، سارة دوتيرتي، وكأنهما تمساحان برأسين يمثلان الفساد.
وعلى بُعد نحو 10 كيلومترات، دعت مجموعة أخرى من المتظاهرين إلى «سجن» المسؤولين الفاسدين «فوراً».
وبحسب تقديرات رسمية لحجم الحشد، شارك أقل من 10 آلاف شخص في التظاهرات، بينما انتشر أكثر من 17 ألف شرطي.
وأعرب ميرفن توكيرا (54 عاماً) من المجلس الوطني للكنائس في الفليبين عن عدم رضاه، وقال لـ«فرانس برس» في لونيتا: «لا يمكن أن يكون الفساد حدث من دون علم المسؤولين الأعلى مستوى.
.
ينبغي محاسبتهم أيضاً».
بدورها، أشارت جيسي وانالوفمي (20 عاماً) إلى أن «هناك أشخاصاً لقوا حتفهم بسبب الفساد».
حريق هونغ كونغ
وفي هونغ كونغ، بدأت المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الحريق الذي أودى بحياة 146 شخصاً، إذ رفع الطالب، ميلز كوان، صوته في محطة قطارات مكتظة، مطالباً بمحاسبة المسؤولين، لكن الشرطة سرعان ما حضرت إلى المكان وأوقفته.
وقبل أيام، التقى صحافيون في وكالة «فرانس برس»، الشاب البالغ 24 عاماً، بينما كان يوزّع منشورات تطالب بإجراء تحقيق مستقل حول ملابسات الحريق.
وقال ميلز كوان يومها: «نحن مستاؤون من أن تصل هونغ كونغ إلى هذا المستوى، ونريد أن تتحسن الأمور»، واصفاً النظام بأنه «مليء بالثغرات».
ويضم ميلز بذلك صوته إلى أصوات أكثر من 10 آلاف شخص وقّعوا في يوم واحد عريضة إلكترونية بهذا الشأن، لكن صوت ميلز سرعان ما أُسكت، فقد نقلت وسائل إعلام محلية أن الشرطة أوقفته بتهمة التحريض، وحُذفت العريضة عن شبكة الإنترنت.
بدورها، رفضت الشرطة تأكيد الأمر، لكنها اكتفت بالقول إنها ستتخذ إجراءاتها «بناء على الوقائع، وبما يتوافق مع القانون»، وقبل الحديث عن توقيف الطالب، نددت الأجهزة الصينية في بكين بما سمّتها «قوى معادية للصين»، واتهمتها بأنها «تشجع على الانقسام الاجتماعي وتثير الكراهية ضد السلطات».
وكان ميلز كوان قال الجمعة، رداً على سؤال حول إمكان توقيفه، إنه لا يُطالب سوى بأمور «أساسية جداً»، وأضاف: «في حال كانت هذه الأفكار تُعتبر تحريضية أو تتجاوز الحدود، فأظن أنني لن أكون حينها قادراً على توقّع تبعات أي شيء، لا أستطيع أن أفعل سوى ما أؤمن به».
ويُطالب هذا الشاب ورفاقه بأربعة أمور: تحمّل الحكومة مسؤولياتها، وفتح تحقيق مستقل في احتمال وجود فساد، وإسكان المتضررة بيوتهم في أماكن لائقة، وإعادة النظر في معايير مراقبة أعمال البناء، وشدد ميلز على أن الحريق ليس مجرّد حادث، بل هو كارثة سببها بشري.
الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.
