غزة- في السابعة صباحا، تدق الأجراس في مدارس العالم، إيذانا باصطفاف الأطفال في طابور صباحي منظم حاملين حقائبهم، يحيّون أعلام أوطانهم ويرددون أناشيدها، بينما في الوقت نفسه، وفي الركن المنسي من العالم حيث “غزة”، ثمة أطفال عطشى، يسعون باكرا بحثا عن شربة ماء محملين بزجاجات وعبوات بلاستيكية فارغة.
شُعثا غُبرا يترقّبون “زامور” شاحنة المياه المتجولة، ومنبعثين من خيامهم وصفوف مدارسهم -التي تحولت إلى مآوٍ لنزوحهم- يصطفون طوابير لتعبئة المياه، في مشهد لا ملامح للوطن فيه إلا فتات عالق في ذاكرتهم، حين غنوا له في أعوام سابقة “الحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك”.
معاناة أطفال غزة في مهمة تأمين مياه الشرب (الجزيرة)
“جالونات” لا بالوناتالطفلة نسمة تسند ورقتها على وعاء ليتسنى لها الانتظار في طابور تكية الطعام بعد الانتهاء من درسها (الجزيرة)
تعليم جائعالطفلة سوار عاشور (5 أشهر) تعاني سوء التغذية نتيجة عدم توفر الحليب والمكملات اللازمة (الجزيرة)
وبينما بدأت ملامح نهش الجوع للأطفال بالظهور على أجسادهم الهزيلة ووجوههم الشاحبة، فقد وقعت الرضيعة سوار عاشور فريسة ضعيفة له، إذ إن 5 أشهر بعد ولادتها لم تكن كافية ليزداد وزنها خلالها غراما واحدا، لتبرز عظام صدرها وتبدو كهيكل عظمي.
تقول والدتها للجزيرة نت “ابنتي تحتضر، لم يزدد وزنها منذ ولدت، توقفت عن الرضاعة الطبيعة، فأنا أيضا أعيش المجاعة ولا طعام يساعدني على إرضاعها، حتى الفيتامينات والمكملات شحيحة وغير متوفرة”.
طفل رضيع بإحدى خيام النزوح في غزة (الجزيرة)
أرغفة مقسمةالطفل علي فرج قذفته قوة غارة إسرائيلية إلى سطح الجيران وفقد ١٩ فردا من عائلته وبقي برفقة أمه (الجزيرة)
أيتام بالآلافطفلتان غزّيتان تلهوان فوق ركام المنازل المدمرة (الجزيرة)