أوروبا-تواجه-تحديات-«كبيرة-وواسعة-النطاق»-مع-عودة-ترامب-إلى-البيت-الأبيض

أوروبا تواجه تحديات «كبيرة وواسعة النطاق» مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

سيجتمع بعض قادة أوروبا، ومن بينهم رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، اليوم، في بروكسل لمناقشة قضايا الدفاع والأمن بصورة غير رسمية، بعد خمس سنوات من مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وعندما تم تحديد الاجتماع، العام الماضي، لم يتوقع سوى قِلة أن يكون العدوان الأميركي تجاه دولة أوروبية على جدول الأعمال، لكن عدم التصديق الأوّلي لمطالبات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، العدوانية بشأن «غرينلاند»، وهي أرض دنماركية، أعقبته تعبيرات صادمة عن التضامن مع رئيسة وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن، ويبدو أنها ستفرض نفسها على قادة أوروبا حالياً، وقد تم وصف مكالمة هاتفية استمرت 45 دقيقة بين ترامب وفريدريكسن بأنها «مُروعة».

وهكذا تبدأ الأمور، فمع عودة أوروبا إلى التعايش مع دبلوماسية ترامب «العدوانية» على نمط «أميركا أولاً»، يمكن ضمان المزيد من مثل هذه الاستفزازات، وفي بعض الأحيان قد يكون الحديث عن الكلام العدواني، الصادر من البيت الأبيض، بمنزلة مقدمة للتسوية في نهاية المطاف، لكن لاشك أن التحديات التي يثيرها المجيء الثاني للرئيس ترامب كبيرة وواسعة النطاق.

وفي الواقع فإن التهديد بالتعرفة الجمركية التي سيفرضها ترامب، رداً على فائض التجارة في الاتحاد الأوروبي، من شأنه أن يضرب الاقتصادات التي تعاني بالفعل مستويات هزيلة من النمو وأزمة مستمرة في كُلفة المعيشة، ويصر أتباع ترامب، من كبرى شركات التكنولوجيا، على تقويض محاولات بروكسل لتنظيم وسائل الإعلام الاجتماعية على النحو اللائق، وحماية قوتهم المتغطرسة بالتأثير في النقاش.

وفي ما يتصل بأوكرانيا، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى القتال من أجل ضمان عدم فرض واشنطن اتفاق سلام غير عادل على كييف، ومن المقرر أن يصبح تأثير الأنظمة البيئية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي في الشركات الأميركية قضية أخرى تحظى باهتمام ترامب.

وكما صرّح الزعيمان الأوروبيان، إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز، في مؤتمر صحافي مشترك عُقد سابقاً، فإن وحدة الهدف ستكون ذات أهمية بالغة، إذا كان لابد من الدفاع عن المصالح والقيم الأوروبية بشكل كافٍ، ومن المؤسف أن الظروف لتحقيق ذلك غير مواتية، فالرئيس الفرنسي والمستشار الألماني يترأسان دولتين غارقتين في أزمات سياسية داخلية، من المرجح أن تمتد إلى الصيف وما بعده، وما يزيد من تعقيد الأمور، تصاعد الأحزاب الشعبوية واليمينية في شتى أنحاء القارة الأوروبية، والذي يهدد باضطرابات على غرار «اجعلوا أميركا عظيمة من جديد»، داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما شجعه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، وكما حدث في برلين تم اختراق الحاجز الصحي التقليدي الذي يستبعد أقصى اليمين من السياسة السائدة بشكل يُنذر بالسوء هذا الأسبوع، عندما اعتمد المستشار القادم والمحتمل لألمانيا، فريدريش ميرتس، على أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا، لتمرير اقتراح معارض، على الرغم من تعهده سابقاً بعدم القيام بذلك، ما أثار انتقادات المستشارة السابقة لألمانيا، أنجيلا ميركل، الأكثر نجاحاً كزعيمة للاتحاد الديمقراطي المسيحي.

لكن السيناريو الأكثر إشراقاً، هو أن السنوات الأربع لحكم ترامب ستحفز على إعادة ضبط عملية طال انتظارها، وكما طرح ماكرون، فإن لدى الاتحاد الأوروبي، الفرصة للاستجابة لسياق عالمي متغيّر، من خلال الاستفادة من نقاط قوته كسوق تضم 450 مليون شخص، وتعميق الاستقلال الاستراتيجي في مجالات مثل: الدفاع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر، ويتطلب ذلك طموحاً اقتصادياً.

وبناء على تقرير الرئيس السابق البنك المركزي الأوروبي، وأحد أعظم العقول الاقتصادية الأوروبية، ماريو دراغي، المتعلق بالتنافسية الأوروبية، يتعين على أوروبا أن تتخلى عن المحافظة المالية العقدية التي أعطت الأولوية لخفض الديون على الاستثمار والنمو، وإذا كان للاتحاد الأوروبي أن يقف في وجه ترامب، ويفي بالتزاماته وتعهداته تجاه أوكرانيا، فإنه يحتاج إلى تحرير الموارد الجماعية للقيام بذلك.

وبعد أربعة عقود من الدفاع عن التجارة الحرة، كانت أوروبا بطيئة في التكيّف مع عصر جديد من التنافس الجيوسياسي، وتشير إعادة انتخاب ترامب إلى أن أسلوبه الوحشي القائم على الصفقات ليس شاذاً، لكنه أصبح الوضع الطبيعي الجديد، وللتعامل مع سياسة جديدة للولايات المتحدة، سيتطلب الأمر، أوروبا من سياسة جديدة أيضاً.

 عن «الغارديان»

.

التعامل مع سياسة جديدة للولايات المتحدة سيتطلب سياسة جديدة لأوروبا أيضاً.

.

التهديد بالتعرفة الجمركية التي سيفرضها ترامب، من شأنه أن يضرب الاقتصادات التي تعاني بالفعل مستويات هزيلة من النمو وأزمة مستمرة في كُلفة المعيشة.

الامارات 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الاماراتية و الخليجية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك