النساء يتفوقن على الرجال بمزادات الأعمال الفنية في إفريقيا
في عام 2024 كانت أغلى خمسة أعمال فنية تم بيعها من نصيب الفنانات الإفريقيات، وفقاً لأحد البحوث، ما يعكس زيادة الاعتراف والطلب على أعمالهن.
واستطاعت الفنانات الإفريقيات للمرة الأولى التفوق على نظرائهن الرجال في مبيعات مزادات الأعمال الفنية في عام 2023، إلا أن كثيرين رفضوا ذلك، وعدّوه حالة استثنائية، لكن هذا الاتجاه استمر في عام 2024، حيث حافظت النساء على حصة قوية بلغت 52.
8% من المبيعات الفنية، على الرغم من الانخفاض الأوسع في سوق الفن الإفريقي.
وقالت الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث «آرت تاكتيك»، ليندسي ديوار، التي أجرت البحث: «يمثّل هذا التحول لحظة مهمة في تاريخ سوق الأعمال الفنية، لاسيما أن المبيعات العالمية للفنانات لم تصل بعد إلى التكافؤ مع الرجال»، مشيرة إلى أن مشهد الفن الإفريقي، يعكس مثالاً لزعامة النساء في هذا المجال، حيث تزدهر الفنانات ويؤدين دوراً استثنائياً.
وبلغت القيمة الإجمالية لمبيعات الفنانات الإفريقيات خلال العام الماضي، 22 مليون دولار، متجاوزة عام 2023، كما أفادت ديوار، موضحة أن خمسة أعمال فنية نسائية سجلت أعلى قيمة سعرية من بين أعمال لفنانين آخرين، حيث تصدرت الفنانة المعاصرة الإثيوبية الأميركية، جولي ميهريتو، التصنيفات.
وبالفعل، كانت هي الفنانة ذات الأعمال الفنية الأكثر مبيعاً لعام 2024، حيث بيعت لوحتها التجريدية المصنوعة من الأكريليك والحبر «ممبافيليا» مقابل 5.
8 ملايين دولار في مزاد كريستي.
وجاءت الفنانة الإفريقية (الجنوب إفريقية)، إيرما ستيرن، في المرتبة الثانية، والتي تأثر عملها بالتعبيرية الألمانية، بينما جاءت الفنانتان التشكيليتان النيجيريتان، نجيديكا أكونيلي كروسبي، وتوين أوجيه أودوتولا، في المركز الثالث والرابع على التوالي، فيما حلّت الرسامة الجنوب إفريقية مارلين دوماس، خامساً، وقد بيعت أعمال الفنانات الأربع بأكثر من مليون دولار العام الماضي.
وبينما يشهد سوق الأعمال الفنية تباطؤاً، حيث انخفض بنسبة 27% بشكل عام، و45% في القطاع الإفريقي بشكل خاص، فإن النجاح المستمر للنساء في هذا المجال يشير إلى تغيير جوهري وليس تقلباً مؤقتاً.
ولا يستغرب رئيس قسم الفن في مزادات « دار شتراوس وشركاه» في جنوب إفريقيا، أليستير ميريديث، التكافؤ بين الجنسين، مشيراً إلى أنه «من منظور جنوب إفريقي، فإن بعض الفنانين الأعلى قيمة، سواء كانوا من المعاصرين أو غير المعاصرين، هم من النساء».
وتشهد «دار شتراوس وشركاه» طلباً متزايداً على أعمال فنانات إفريقيات، بمن في ذلك إستر ماهلانجو، المعروفة بأعمالها الهندسية النابضة بالحياة التي تحمل تقاليد فن «نديبيلي»، وقد أُزيح الستار عن جدارية ماهلانجو في معرض سيربنتين في المملكة المتحدة خلال أكتوبر الماضي.
وتم تقدير قيمة أعمال فنانات مثل دوماس ولينيت يادوم بواكي، وهي فنانة بريطانية من أصل غاني، بملايين الدولارات في مزادات لندن ونيويورك.
وقال ميريديث: «بعض الفنانين الأعلى قيمة وأعلى ربحاً، بالتأكيد على الجانب المعاصر، هم من النساء»، مستشهداً بجلاديس مجودلاندلو كونها تُعدّ فنانة من جنوب إفريقيا لم تحظَ بالتقدير الكافي تاريخياً، لكنها تكتسب الآن اعترافاً متجدداً.
وأضاف: «على الرغم من موهبتها، فإنه تم تجاهل مسيرتها المهنية بشكل غير عادل كرسامة سوداء خلال حقبة الفصل العنصري، وكانت فرصها محدودة»، لافتاً إلى أن مجودلاندلو، التي تعلمت بنفسها، تأثرت بفنون الجداريات في لغتي فينجو وخوسا، وكانت ترسم بشكل أساسي مناظر طبيعية نابضة بالحياة.
وقالت المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمنصة «بافيلون 54» للفن الرقمي، دانا إندوندو فيريرا، إنه مع الاهتمام العالمي بالفن الإفريقي المعاصر، بدأت النساء يتلقين التقدير الذي يليق بهن.
وأضافت: «تعيد فنانات عدة تشكيل المشهد، وفي جميع أنحاء القارة، لم تعد الفنانات الإفريقيات على الهامش، بل أصبحن رائدات الحداثة»، مستشهدة بفنانات مثل بيجو ألاتيس من نيجيريا، وزانيل موهولي وثنجيوي نيكي نكوسي من جنوب إفريقيا.
عن «الغارديان»
عوامل التكافؤ
أرجعت الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث «آرت تاكتيك»، ليندسي ديوار، التكافؤ الجديد بين الجنسين بسوق الأعمال الفنية في إفريقيا إلى عوامل عدة، منها إدراج أعمال الفنانات الإفريقيات في المبيعات المعاصرة الكبرى، بدلاً من الاقتصار على المزادات الفنية الإفريقية المتخصصة، مشيرة إلى أن هذا العرض إلى جانب فنانين غربيين كبار، مثل آندي وارهول، يمنح أعمالهن قدراً أعظم من الرؤية والمصداقية، ويضيف ثقلاً عليها، وقالت: «كانت هناك حركة أوسع نطاقاً نحو زيادة تمثيل الفنانات، مع سعي دور المزادات وجامعي التحف إلى تنويع مجموعاتهم».
وأضافت: «أسهم في ذلك أيضاً الاهتمام بالفنانين الأصغر سناً، مع دخول الأجيال الجديدة إلى عالم الفن على قدم المساواة، حيث زاد عدد الفنانات اللواتي تم بيع أعمالهن في المزادات بنسبة 130% منذ عام 2015».
.
22 مليون دولار القيمة الإجمالية لمبيعات الفنانات الإفريقيات العام الماضي.
الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.