عالم رياضيات: أدوات الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى الإشراف البشري
في الوقت الذي يشتد التنافس بين الشركات الساعية إلى تطوير الذكاء الاصطناعي، يحتدم النقاش بشأن دور ومستقبل هذه التقنية، ويرى عالم الرياضيات والأستاذ الفخري في جامعة كاليفورنيا، مايكل جوردان، أن الأمر لا يخلو من مبالغة، مشدداً على أن أدوات الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى الإشراف البشري.
كما يرى أن الذكاء الاصطناعي لا يهدّد الوظائف حالياً، حيث سيكون ذلك بطيئاً.
وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «إل باييس»:
.
هل هناك الكثير من الضجيج حول الذكاء الاصطناعي؟
.
يحب الأشخاص الذين يطورون التكنولوجيا التحدّث عنها، لكنني أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من الغرور أيضاً، أعتقد أن الجهود الجماعية هي التي تجعل البشرية تتقدّم، ونحن لسنا أذكياء بشكل فردي.
بالنسبة لي، تعمل هذه الشركات على تطوير أدوات، وهي أدوات قوية، لكن الأداة لا تفعل الكثير، إذ يجب أن تكون في أيدي إنسان، وربما مجموعات من البشر، ثم تبدأ الأشياء الجيدة في الحدوث.
.
هل كنت تتوقع ظهور شيء مثل «شات جي بي تي» قبل عامين؟
.
إنه أفضل مما كنت أتخيل، لقد قالوا إنه سيكون هناك ذكاء اصطناعي بحلول عام 1990، وهو ذكاء محدود ويقوم بشيء ما فقط، ولا يحاول فهم أي شيء بشكل مباشر أو تطوير أي بنية معينة، كل هذه كانت أفكاراً في عام 1990.
.
النموذج الصيني «ديب سيك» ظهر للتوّ على الساحة.
.
هل مزاياه غير عادية، كما يقولون؟
.
لا أتابع كل التفاصيل، لكنه يبدو مهماً، ليس الأمر مفاجئاً تماماً، مع الأخذ في الاعتبار أن الهياكل التي نجحت، استناداً إلى المحولات والشبكات الطبقية، تم تصميمها بطريقة مرتجلة إلى حد ما، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد حيل ذكية أو هياكل أبسط تعمل أيضاً.
.
ما الذي قد يعنيه نجاح النموذج الصيني الآن لأولويات وادي السليكون، عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، بالنظر إلى استثماره الهائل في البرمجيات وقواعد البيانات؟
.
أعتقد أن وادي السليكون يجب أن يقضي المزيد من الوقت في التفكير في نموذج الأعمال للذكاء الاصطناعي التوليدي، ونماذج اللغة الكبيرة، وليس الاعتماد فقط على النمط الحالي للتقدم.
.
قال مبتكر روبوت الدردشة «كلود»، داريو أمودي، في منتدى دافوس، أخيراً، إنه في غضون عامين أو ثلاثة أعوام سيكون الذكاء الاصطناعي «أفضل من البشر في كل شيء تقريباً».
.
أعتقد أن هذا خطأ، هذا الشخص لم يدرس علوم الكمبيوتر، ولم يدرس اللغويات، ولم يدرس العلوم الاجتماعية.
أعتقد أن الفيزياء كانت خلفيته، حيث يميل الفيزيائيون إلى كثير من الغرور بشأن معرفة كيفية عمل الكون، لكنني أعتقد أنهم يقللون من شأن العبقرية البشرية، والعبقرية الجماعية البشرية بشكل خاص.
.
ماذا تقول للعمال الذين يخشون من أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم؟
.
أولاً، أودّ أن أقول إننا يجب أن نستعين بمزيد من خبراء اقتصاد للعمل في هذه المناقشة، علينا أولاً أن نفهم الظواهر، ثم نحاول إضافة بعض التنظيم للتأكد من أن هناك توازنات جيدة.
بالتأكيد، ستختفي بعض الوظائف وقد يحتاج بعضها إلى الحماية، وربما يحتاج الأمر فقط إلى التباطؤ، وإذا اختفت الوظائف في غضون عام أو عامين، فهذا سريع للغاية، وإذا استغرق الأمر 10 سنوات حتى يختفي نوع معين من الوظائف، فهذا أفضل، إنه بطيء بما يكفي ليتمكن الناس من التكيف والبدء في فهم أن نوعاً معيناً من الوظائف، مثل الاستماع إلى محادثة وتلخيصها، يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بذلك.
عن «إل باييس»
الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.