رسّامة غانية تُعبّر في لوحاتها عن معاناة النساء المُهمشات
تعكس لوحات الرسامة الغانية، حواء أوانلي آيبورو، من خلال صور ذاتية مشبعة بدرجات اللون الأزرق، أو عاملات يرتدين بدلات أنيقة، معاناة النساء المُهمشات، كما تعكس صراعات عدة عاشتها في طفولتها، لاسيما زواجها المبكر.
وكانت آيبورو في الـ12 من عمرها عندما أجبرتها والدتها على الزواج من رجل أكبر منها بكثير، حيث أرسلتها في البداية للطهي والتنظيف في منزله، لكن بدعم من عمتها، حصلت آيبورو على الطلاق، ووجهت تجاربها لاحقاً إلى الفن، ونظمت أخيراً معرضاً فردياً في أكرا، عاصمة غانا، تحت شعار «الريش الجميل لا يصنع طيوراً جميلة».
وقالت آيبورو (27 عاماً)، التي نشأت ضمن أسرة محافظة مع ثلاثة أشقاء: «كنت في المدرسة الإعدادية عندما قدمتني أمي لرجل من مجتمعنا.
.
في البداية كنت أرفض باستمرار، لكن الأمر أصبح جدياً».
وتتذكر قائلة: «لقد رآني الرجل وقال إنه مهتم بي لأنني بريئة جداً، وبدأ كل شيء بهاتف محمول صغير كهدية كنت متحمسة له، وقالت لي والدتي إنه يجب عليَّ الاتصال والاطمئنان عليه، وعندما اكتشفت أنني هدف للرجل، شعرت بالغضب وألقيت الهاتف عليه، وأدى ذلك إلى شجار، وطردتني والدتي وشعرت بالعجز، لكن في النهاية تزوجته، إلى أن ساعدتني عمتي في الوقوف على قدميّ والحصول على الطلاق».
بدأت آيبورو، التي تعلمت الرسم بنفسها، في متابعة دروس تعليمية على موقع «يوتيوب» بعد أن تركت وظيفتها موظفة استقبال في سن الـ22، كما تلقت تدريباً على يد أحد فناني الشوارع المحليين، وكان أول عمل فني رئيس لآيبورو بعنوان «البحث وراء الجدار»، عبارة عن سلسلة من الصور الذاتية.
وقالت عن السلسلة التي أنتجتها بين عامَي 2019 و2020: «كنت أستكشف مفهوم الوطن، وما يعنيه حقاً، لأنه خلال ذلك الوقت، كنت أعاني وطأة أن أكون زوجة وأنا طفلة، شعرت بالوحدة الشديدة، كان الأمر صعباً لدرجة أنني لم أستطع مشاركة ما كنت أمرّ به مع أي شخص».
وخلال رحلة إلى تامالي، في المنطقة الشمالية من غانا، عام 2023، أدركت آيبورو أن «السبب الرئيس لزواج الأطفال هو مزيج من الجهل وعدم التعلم مع الفقر».
وأوضحت آيبورو: «يقوم العديد من الآباء بتزويج أطفالهم لأنهم لا يملكون موارد كافية، إنه يشبه إلى حد كبير التبادل، يتخلى الآباء عن أطفالهم مقابل دعم الأسرة»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها معجبة بجوانب الحياة الغانية «التي في الأغلب تكون مخفية أو غير مفهومة».
وترسم آيبورو النساء المُهمشات، وتقول إنها «تريد التقاط روح النساء في غرب إفريقيا اللواتي يتغلبن على حواجز المجتمع الأبوي».
ومن السمات المميّزة لعملها هي ظلال اللون الأزرق، والذي يدل على «التحرر من القيود والسيطرة في مقارنة مع اتساع المحيطات والبحار»، كما تقول.
وفي شمال غانا، يمثّل اللون الأزرق أيضاً الملكية.
اكتسبت آيبورو اعترافاً من خلال انتمائها إلى مجموعة «آرتيمارتيس»، وهي مجموعة من خمسة فنانين غانيين أسسها الفنان سيلاسي جومادو في عام 2018.
وقال جومادو، مستشهداً بدار «فيليبس» للمزادات ومعرض «1-54» للفنون: «لقد بدأ الأمر في معارض صغيرة النطاق في مطاعم أكرا، ثم تطور إلى تعاون مع بعض المؤسسات الأكثر شهرة في عالم الفن»، مضيفاً: «في آرتيمارتيس، يتقاسم الجميع التحدي الذي يواجهه فنان واحد، ويحتفل الجميع بانتصار فنان واحد».
عن «الغارديان»
مليونا طفلة متزوجة
وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يوجد أكثر من مليوني طفلة متزوجة في غانا، حيث تتزوج واحدة من كل خمس فتيات أو تدخل في علاقة قبل بلوغها سن الـ18.
وعلى الرغم من تراجع زواج الأطفال على مستوى العالم، فإن غانا لاتزال تعاني هذا التقليد، ويُعتقد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أن واحدة من كل ثلاث فتيات تتزوج قبل سن الـ18.
• لوحات آيبورو تعكس صراعات عدة عاشتها في طفولتها مع زواجها المبكر، حيث تؤكد أن السبب الرئيس لزواج الأطفال هو مزيج من الجهل والفقر.
الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.