تشيلي:-إنتاج-محاصيل-أرز-وفيرة-بنصف-كمية-المياه-المطلوبة-لزراعتها

تشيلي: إنتاج محاصيل أرز وفيرة بنصف كمية المياه المطلوبة لزراعتها

في مواجهة تغيّر المناخ تبنت بعض حقول الأرز في تشيلي تقنيات لتقليل المياه التي يستهلكها هذا المحصول بنسبة تزيد على 50%، وساعدت هذه التقنية في زيادة كميات الأرز في أكثر أنواع التربة جفافاً في بلدة نيكوين، الواقعة بمنطقة نيوبل على بُعد 400 كيلومتر من العاصمة التشيلية سانتياغو.

واستقطبت هذه الطريقة من الزراعة غير التقليدية المزارعين إلى هذا الحقل في قطاع «لاس روزاس»، الذي برهن أنه يمكن إنتاج أحد أكثر السلع استهلاكاً في العالم من دون استخدام كميات كبيرة من المياه.

وهذه الطريقة الجديدة ليست معجزة من الطبيعة، بل نتيجة لجهود مجموعة من الباحثين من المعهد الأميركي للتعاون في الزراعة والمعهد الوطني التشيلي للبحوث الزراعية الذين أجروا تعديلات وراثية على نبات الأرز الآسيوي، الذي يتميّز بقدرته على الصمود في مواجهة تغيّر المناخ بجانب أنه أقل تلويثاً.

ونجح هذا الفريق في تحقيق إنتاج استهلك نصف الموارد المائية المستخدمة عادة، إلا أن هذا الفريق يسعى أيضاً إلى خفض انبعاثات غاز «الميثان» في الغلاف الجوي، وهو من الغازات الدفيئة، كما أنه أقوى من ثاني أكسيد الكربون، حيث تُعدّ حقول الأرز مسؤولة عن انبعاث 10% من هذه الغازات عالمياً، وفقاً لبيانات البنك الدولي.

ويُعدّ إنتاج أرز أكثر مقاومة لتقلبات الطقس، عبارة عن فكرة ظلت تراود الباحثين لعقود من الزمن في تشيلي، وساعد على خروج هذه الفكرة إلى العلن الجفاف الشديد الذي شهدته البلاد على مدى السنوات الـ15 الماضية، والذي شكل زخماً كبيراً بدءاً من عام 2017 للتوصل إلى إنتاج أرز يستهلك كميات أقل من المياه.

واستطاع الباحثون إنتاج نوع من الأرز لا يقاوم فقط ظروف الطقس الجاف، بل ويقاوم البرد أيضاً.

وقالت المهندسة الزراعية كارلا كورديرو، التي قادت برنامج تحسين الأرز الوراثي في المعهد الوطني للزراعة منذ عام 2006: «مع تغيّر المناخ، هناك احتمال لعدم وجود أي مياه، أو وجود الكثير منها».

وفي كل مكان تقريباً في العالم يوجد نوع يُسمى الأرز الجاف، والذي يتغذى فقط على المطر كما أنه مقاوم للجفاف.

ووفقاً لكورديرو، فإن هذا النوع من الأرز له غلة منخفضة، لاسيما في آسيا.

وأضافت عالمة الزراعة المعروفة في تشيلي باسم «ملكة الأرز»، نظراً إلى أبحاثها المتعددة في القطاع على مدى السنوات الـ20 الماضية:

«هناك حاجة إلى إنتاج كميات أكبر من الأرز لإطعام العالم من دون إلحاق ضرر بالبيئة».

وتعتقد كورديرو أن القارة الآسيوية، حيث يتم إنتاج أكبر كمية من هذا المحصول، يجب أن تجرب صيغاً أخرى للتنويع، قائلة: «نحن نعلم أن الزراعة الأُحادية هي الطريق إلى الفشل والخسارة».

وكانت نتيجة هذه الأبحاث هي الأرز الهوائي، أي الأرز المزروع في تربة غير مغمورة بالمياه أو مشبعة بالمياه وجيدة الصرف.

وبالنسبة للباحثين، يمثّل هذا بديلاً للتخفيف من آثار تغيّر المناخ، ويعملون على استكشاف المزيد من الأدلة العلمية على ذلك، بهدف تحويله إلى اقتراح للتكيّف مع تغيّر المناخ في بلدان أخرى.

  عن «ألبايس»

الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك