المصافحة المطولة وقبضة اليد القوية تُميزان لقاءات ماكرون وترامب
كان اللقاء الأخير بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأميركي دونالد ترامب، استثنائياً، إذ شهد ممازحة بين الرجلين، ومسك الأيدي لفترات طويلة، وغير ذلك من العروض التي تعتمد على اللمس، والتي أصبحت علامة مميزة لظهورهما العلني.
وكان هناك فصل آخر في العلاقة، حيث كانت الحركات الجسدية غالباً ما تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، إذ انخرط الرئيسان في درجة غير عادية من اللمس منذ لقائهما الأول في وقت مبكر من ولاية ترامب الأولى.
وفي لقاء عُقد في البيت الأبيض، الإثنين الماضي، نفّذ ماكرون مناورته المميزة، من خلال الثناء الممزوج بالتصحيح، منادياً ترامب «عزيزي دونالد» أربع مرات في مؤتمر صحافي واحد، وأكد على أهدافهما المشتركة، خصوصاً في ما يتعلق بأوكرانيا.
لكن عندما أعلن ترامب أن أوروبا «ستستعيد أموالها» لدعم كييف، صححه ماكرون بلطف، موضحاً أن الحلفاء قدموا أكثر من القروض، ومسك ماكرون بساعد ترامب ثم ساقه مبتسماً، وردّ: «لقد قدمنا أموالاً حقيقية».
الفضول والتشكك
عندما تحدث ترامب عن موظفي الحكومة الذين «لا وجود لهم»، ارتفعت حواجب ماكرون في تعبير يتأرجح بين الفضول والتشكك.
لكن عندما التفت إليه ترامب واقترح زيارة «فورت نوكس»، لرؤية ما إذا كان الذهب موجوداً هناك، لأن شخصاً ما ربما سرق الذهب، ضحك ماكرون، وكانت لحظة من الود المشترك، حيث عكس ماكرون غريزياً سلوك نظيره الأميركي.
مع تحول ترامب إلى مدح إيلون ماسك، وطرح فكرة حجب الأجور عن الموظفين الفيدراليين الذين فشلوا في الرد على استفسار من وزارة كفاءة الحكومة التابعة لماسك، تحول تعبير ماكرون مرة أخرى، وتلاشت الفكاهة إلى شيء أكثر تحفظاً.
إن علاقتهما مفهومة بشكل أفضل، ليس بالكلمات بل بالإيماءات، ولعل اللحظة الأكثر كشفاً كانت عندما انزعج ترامب من تحول ماكرون إلى الفرنسية، إذ قاطعه ترامب بإطراء «هذه اللغة الأكثر جمالاً»، تلته ممازحة قوية، ثم وضع ماكرون يده فوق يد ترامب.
مصافحة مطولة
لا شيء يلخص علاقتهما بشكل أفضل من مصافحة مطولة استمرت ما يقرب من 30 ثانية في عام 2017، عندما اعترف ماكرون بأنه يريد إثبات أنه ليس ضعيفاً، ومع تحول جلد يديهما إلى اللون الأبيض، حاول ترامب الانسحاب، فقط ليجد ماكرون متمسكاً بثبات.
لقد حددت معركة قبضة اليد الأولى نغمة العلاقة التي تلت ذلك، جزء منها لعبة قوة، والجزء الآخر مسرحية.
وعندما زار ترامب باريس للاحتفال بيوم «الباستيل» في عام 2017، حوّل ماكرون يوماً من الفخر الوطني إلى عرض فرنسي – أميركي كبير، حيث أبهر ترامب بعرض عسكري وسلسلة من المصافحات المنظمة بعناية، وشهدت إحدى اللحظات الكاشفة بشكل خاص ترامب وهو يُفقِد ماكرون توازنه، متشبثاً بيده حتى عندما استقبلا زوجتيهما.
الرفق والسيطرة
لقد أصبحت تبادلات الرئيسين الجسدية أكثر دقة، حيث كانت المصافحات التي استمرت أطول مما ينبغي، تبدو كأنها شيء بين الرفق والسيطرة.
وفي لحظة ما يوم الإثنين، صفع ترامب ذراع ماكرون بمزيج من الود والحزم، قبل أن يمسك بيده، ثم ضحكا بشدة.
وقال ترامب: «إنه عميل ذكي»، بعد أن زعم أن ماكرون قد شوه ذات مرة محادثة دارت بينهما في برج إيفل، من خلال التحدث باللغة الفرنسية، التي لم يستطع ترامب فهمها.
وخلال اللقاء الأخير، وعند استقبال الرئيس الأميركي لضيفه في البيت الأبيض، ظلت أيديهما متشابكة بقبضة متمسكة، ثم وكأنهما يعيدان معايرة التوازن، وضع ماكرون يده على فخذ ترامب، لقد أتقن ماكرون وترامب العزف السياسي الثنائي، وفي عالم الدبلوماسية عالي المخاطر، أحياناً ما تكون الحركات بالأيدي أبلغ مما يمكن للكلمات أن تقوله.
عن «نيويورك بوست»
حركة مألوفة
داخل المكتب البيضاوي، تصافح الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأميركي دونالد ترامب، مرتين، وفي إحداهما أمسك كل منهما بالآخر، وقاما بحركة مألوفة لتلاميذ المدارس في جميع أنحاء العالم.
وتمت دراسة العلاقة بين الزعيمين بشكل مكثف منذ أبريل 2018، عندما تبادلا التحية الفرنسية التقليدية، خلال فترة ولاية ترامب الأولى في منصبه.
وكان اجتماع الاثنين الماضي الظهور الشخصي الأول لترامب مع ماكرون، منذ التقيا في باريس خلال ديسمبر الماضي، إلى جانب الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، لإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام التاريخية.
وخلال ذلك الاجتماع في باريس، فاجأ ترامب ماكرون بقوة مصافحته، وكاد يجر رئيس الدولة الفرنسية معه.
• معركة قبضة اليد الأولى بين ترامب وماكرون حددت «نغمة» العلاقة التي تلت ذلك.
.
جزء منها لعبة قوة والآخر مسرحية.
الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.