الجائزة-الدولية-لأدب-الطفل-العربي.-من-التكريم-الأدبي-إلى-صناعة-أثرٍ-طويل-المدى

الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي.. من التكريم الأدبي إلى صناعة أثرٍ طويل المدى

الشارقة في 19 ديسمبر / وام / انطلقت “الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي” عام 2009 كفكرة تسعى لأن تضع أدب الطفل العربي في المكان الذي يستحقه عالمياً وأن تقول بثقة إن القصص المنشورة بالعربية قادرة على منافسة أفضل ما يُكتب للأطفال في أي لغة أخرى.

وخلال أكثر من عقد تحوّلت هذه الفكرة إلى حراكٍ ثقافي متنامٍ من 47 مشاركة من 8 دول عربية في الدورة الأولى إلى أكثر من 300 مشاركة سنوياً من أكثر من 20 دولة من الوطن العربي والعالم ، وبين البداية والاتساع تمدّدت الجائزة من حدود التكريم الأدبي إلى صناعة أثرٍ طويل المدى يرتكز على تعزيز أدوار المؤلفين والرسامين والناشرين بما يعيد تشكيل علاقة الطفل العربي بالقراءة.

ولا يمكن قراءة تطور الجائزة بمعزلٍ عن المشهد الثقافي في الشارقة ذلك المشهد الذي ترسّخ برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب حيث تحوّلت القراءة والنشر إلى ركيزتين للتنمية الثقافية المستدامة.

وأكدت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين أن هدف الجائزة منذ البداية كان بناء مساحة إبداعية حقيقية تعكس الطفل العربي كما هو وتمنحه قصصاً يرى فيها ذاته ولغته ومشاعره وواقعه ضمن سردٍ صادق يليق بتجربته اليومية ويُشعره أن الأدب كُتب له فعلاً.

و أضافت أن عالم الأطفال اليوم لم يعد بسيطاً أو محدود الأسئلة بل أصبح أكثر تعقيداً وتشابكاً وهو ما يجعلهم بحاجة إلى قصص تُعينهم على فهم ما حولهم وتمنحهم أدوات للتأمل والتفسير والتوازن وتفتح أمامهم آفاقاً أوسع لرؤية الحياة والاحتمالات التي يمكن أن يصلوا إليها ، مشيرة إلى أن الرؤية الثقافية في الشارقة تنطلق من إيمانٍ راسخ بأن الثقافة تبدأ من الطفولة وأن الاستثمار في خيال الطفل هو استثمار في المستقبل المشترك لأن الخيال هو البذرة الأولى للمعرفة والوعي والقدرة على التخيل والتغيير.

وأوضحت أن الجائزة في كل دورة تكشف أصواتاً جديدة وطرائق مختلفة لرؤية العالم وتعيد ترسيخ الإيمان بقوة اللغة العربية وقدرتها على حمل قصصٍ ذات معنى إنساني واسع ، مشيرة إلى أن قصة الجائزة مستمرة وستظل تبدأ دائماً بتلك العبارة التي تشبه ذاكرة الطفولة العربية: “كان يا ما كان”.

و على مدى السنوات العشر الماضية كرّمت الجائزة أكثر من 100 مؤلف ورسّام وناشر وأسهمت في تحفيز إنتاج ما يقارب 400 كتاب موجّه للأطفال واليافعين باللغة العربية ومع تطور المشهد لم تتوقف الجائزة عند فكرة “الكتاب” كمنتجٍ مطبوع فحسب فابتداءً من عام 2017 وسّعت فئاتها لتشمل الرسّامين في خطوة تعترف بأن الصورة شريكٌ أساسي في صناعة خيال الطفل.

ومع تعزيز مكانتها انعكس أثر الجائزة على حضور الكتّاب العرب خارج حدود المنطقة فمجموعة من الكتب التي كُرّمت في الشارقة للمرة الأولى وجدت طريقها لاحقاً إلى معارض دولية كبرى مثل معارض “بولونيا لكتاب الطفل” و”فرانكفورت” و”لندن” الدوليين للكتاب لتصبح الجائزة عملياً نقطة عبورٍ نحو فرص عرضٍ أوسع ومسارات مهنية جديدة لصنّاع كتاب الطفل العربي ، كما اتسع نطاق الجائزة عالمياً أيضاً عبر الترجمة إذ تُرجم أكثر من 40 كتاباً من الأعمال الفائزة إلى لغات تشمل الإنجليزية والفرنسية والتركية والكورية ما أتاح لقراءٍ جدد التعرف إلى أدب الطفل العربي.

الامارات 24 ، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة الاماراتية و الخليجية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار العالمية و المحلية، الاقتصاد، تكنولوجيا ، فن، أخبار الرياضة، منوعات و سياحة.

اخبار تهمك