دعوة القطاع الخاص لبحث فرص الاستثمار الصديقة للبيئة في “كوب 16” بالرياض
نظمت رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” ورشة لدعوة القطاع الخاص للمشاركة في جهود التصدي لتدهور الأراضي. ويعتبر هذا اللقاء بادرة لتعزيز تأثير قطاعات الأعمال ورأس المال في الجهود العالمية الرامية لاستصلاح الأراضي، والتأكيد على أهمية دور القطاع الخاص في حماية البيئة ودعم الاقتصاد على حد سواء.
ويأتي هذا الاجتماع بين منظمي المؤتمر والقطاع الخاص تنفيذاً لرؤية المملكة العربية السعودية المستضيفة للمؤتمر نهاية العام الجاري، والتي تعمل على تحفيز الشركات العاملة في المملكة للاستفادة من المنطقة الخضراء التي استحدثت لأول مرة في هذا المؤتمر.
وفي هذا السياق أكد الدكتور أسامة فقيها، وكيل وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة ومستشار رئيس مؤتمر الأطراف “كوب 16” على الفوائد التي تعود على الشركات في حال اعتمادها ممارسات إدارة الأراضي المستدامة، ومبادراتها للحد من تأثيرها على ظاهرة تدهور الأراضي.
وأضاف: “تعتبر الأراضي من أهم الموارد، كما تمثل العمود الفقري للاقتصادات وسلاسل التوريد. وهناك الكثير من الدوافع البيئية والاقتصادية التي تؤكد ضرورة استصلاح الأراضي من أجل ضمان الاستقرار التجاري والاقتصادي على المدى الطويل في العالم أجمع”.
واستعرض المجتمعون أحدث الدراسات المرتبطة باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بخصوص العوائد المالية، والتي تشير. إلى أن كل دولار يتم استثماره في مشاريع استصلاح الأراضي المتدهورة يحقق عائدات اقتصادية تصل إلى 30 دولاراً. ومن جهة أخرى، أورد تقرير صادر عن مبادرة “اقتصاديات تدهور الأراضي” أن تبني الإدارة المستدامة للأراضي يمكن أن يُسهم في زيادة إنتاج المحاصيل بما يصل إلى 1.4 تريليون دولار. ومع أن حجم السوق يتجاوز 200 مليار دولار، لا تتجاوز إسهامات القطاع الخاص 35 مليار دولار في الحلول العالمية الطبيعية وآليات تمويل استصلاح الأراضي، بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وكانت رئاسة المؤتمر قد أطلقت هذه المبادرة ضمن حملة عالمية أكبر قبل انطلاق مؤتمر الأطراف “كوب 16” الذي سيعقد في الرياض في ديسمبر/كانون الأول تحت شعار “أرضنا. مستقبلنا”
وسيتم تقديم منطقة خضراء لأول مرة في تاريخ الحدث، حيث ستوفر مساحة للتعاون بين الشركات والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع العلمي لتطوير حلول مبتكرة للتصدي لتدهور الأراضي. وسيجمع منتدى القطاع الخاص من أجل الأراضي خلال المؤتمر قادة عالميين لمناقشة الضرورات الاقتصادية لممارسات الأراضي المستدامة.
وفي ظل استمرار التهديد الناجم عن تدهور الأراضي وتأثيره على أكثر من 3.2 مليار شخص على مستوى العالم، تخطط رئاسة “كوب 16” لدعم العمل البيئي بقيادة الشركات، مؤكدة على رسالة واضحة مفادها “أن استصلاح الأراضي ضرورة بيئية، واستراتيجية أعمال ذكية”.